طرق قياس مستوى السكر في الدم

كيفية قياس السكر في الدم

يعد قياس مستوى السكر في الدم أحد الفحوصات الأساسية والمهمة التي تجرى بانتظام لمرضى السكري وأيضًا للأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر للإصابة بالسكري. يساعد هذا القياس في مراقبة الحالة الصحية للأفراد ويعد أحد أدوات التشخيص التي تسهم في اتخاذ القرارات الطبية المناسبة. في هذا المقال، سنستعرض مختلف الطرق التي يتم من خلالها قياس السكر في الدم، آلية عمل هذه القياسات، الأجهزة المستخدمة، وأهمية إجراء هذا الفحص.

1. أهمية قياس السكر في الدم

يعتبر مستوى السكر في الدم من المؤشرات الحيوية الهامة التي تعكس الحالة الصحية العامة للشخص. يعتبر الجلوكوز (السكر) مصدر الطاقة الأساسي لجسم الإنسان، وتعمل الأنسولين والهرمونات الأخرى على تنظيم مستوى هذا السكر داخل الدم. عندما لا يكون الجسم قادرًا على تنظيم مستويات السكر بشكل صحيح، قد يتسبب ذلك في العديد من المشكلات الصحية مثل مرض السكري، مما يستدعي مراقبة مستمرة.

2. طرق قياس السكر في الدم

2.1 قياس السكر باستخدام أجهزة قياس السكر المحمولة (جهاز الجلوكومتر)

أحد أكثر الطرق شيوعًا لقياس السكر في الدم هو استخدام جهاز قياس السكر المحمول المعروف باسم “الجلوكومتر” أو “جهاز قياس السكر الرقمي”. هذا الجهاز يعتمد على قطرة صغيرة من الدم يتم سحبها بواسطة إبرة صغيرة، عادة ما تُأخذ من أطراف الأصابع. يقوم الجهاز بتحليل الدم واستخلاص مستوى الجلوكوز فيه خلال ثوانٍ معدودة. يعتبر هذا النوع من الأجهزة مناسبًا للاستخدام اليومي في المنزل أو في العيادات الطبية.

2.2 أجهزة قياس السكر المستمرة (جهاز CGM)

تُعد أجهزة قياس السكر المستمرة أو أجهزة المراقبة المستمرة للجلوكوز (CGM) من الأدوات المتطورة التي تستخدم بشكل رئيسي في مراقبة مستويات السكر لدى مرضى السكري الذين يحتاجون إلى متابعة مستمرة لمستوى السكر في الدم. هذه الأجهزة تكون عبارة عن مستشعر صغير يتم زرعه تحت الجلد (عادة في منطقة البطن أو الذراع) ويقوم بقياس مستوى السكر في السائل المحيط بالخلايا. تتيح هذه الأجهزة للمرضى مراقبة تغييرات مستويات الجلوكوز على مدار اليوم وبشكل مستمر.

2.3 اختبار السكر الصيامي (FPG)

اختبار السكر الصيامي هو فحص يتم إجراؤه بعد أن يمتنع الشخص عن تناول الطعام والشراب لمدة لا تقل عن 8 ساعات، وغالبًا ما يتم إجراؤه في الصباح الباكر. في هذا الاختبار، يتم سحب عينة دم من الشخص، ثم يتم قياس مستوى الجلوكوز في الدم. هذا الاختبار يستخدم عادة للكشف عن مرض السكري أو مقدمات السكري.

2.4 اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT)

يعد اختبار تحمل الجلوكوز الفموي من الاختبارات التي تستخدم لتشخيص مرض السكري من النوع 2. يتطلب هذا الاختبار تناول الشخص جرعة محددة من الجلوكوز في شكل شراب، ثم قياس مستوى السكر في الدم عدة مرات بعد تناول الشراب. يساعد هذا الاختبار في تحديد قدرة الجسم على معالجة السكر وكيفية استجابة البنكرياس لإفراز الأنسولين. يتم إجراؤه عادة في عيادات طبية ويستغرق وقتًا أطول مقارنةً ببقية الاختبارات.

2.5 اختبار الهيموغلوبين السكري (HbA1c)

يعد اختبار الهيموغلوبين السكري أو “HbA1c” من أهم الاختبارات التي تعكس مدى قدرة الجسم على التحكم في مستوى السكر على المدى الطويل. يقوم هذا الاختبار بقياس النسبة المئوية للهيموغلوبين الذي ارتبط بالجلوكوز في الدم. يشير هذا المؤشر إلى متوسط مستوى السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية. يُستخدم هذا الاختبار بشكل أساسي لتشخيص مرض السكري ولقياس مستوى التحكم في مرض السكري لدى المرضى الذين يعانون من هذه الحالة.

3. آلية عمل جهاز الجلوكومتر

يعتبر جهاز الجلوكومتر من الأجهزة الدقيقة التي تعتمد على تقنيات التحليل الكهروكيميائي لقياس مستوى السكر في الدم. بعد وضع قطرة من الدم على شريط الاختبار، يحدث تفاعل كيميائي بين الجلوكوز في الدم والمكونات الموجودة على الشريط. ينتج عن هذا التفاعل شحنة كهربائية يتم قياسها بواسطة الجهاز، والذي بدوره يقوم بتحويل هذه الشحنة إلى قراءة رقمية تظهر على الشاشة. يتم قياس مستوى السكر في الدم بوحدات المليمول لكل لتر أو مليغرام لكل ديسيلتر.

4. كيفية استخدام جهاز قياس السكر

استخدام جهاز قياس السكر هو أمر بسيط للغاية ويقتصر على عدد قليل من الخطوات الأساسية:

1. تحضير الجهاز: يتم أولاً تجهيز الجهاز وتثبيت شريط الاختبار في المكان المخصص له.

2. غسل اليدين: من المهم غسل اليدين جيدًا قبل استخدام الجهاز لتجنب تلوث العينة.

3. إدخال الإبرة: يقوم الشخص باستخدام الإبرة المرفقة لاستخراج قطرة صغيرة من الدم من طرف الإصبع.

4. وضع الدم على الشريط: يتم وضع قطرة الدم على شريط الاختبار الذي تم تثبيته في الجهاز.

5. قراءة النتائج: يقوم الجهاز بتحليل الدم بشكل سريع وعرض النتيجة على الشاشة، مما يتيح معرفة مستوى السكر في الدم.

5. أهمية مراقبة السكر في الدم

تعد مراقبة السكر في الدم أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لمرضى السكري والأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر الإصابة بالسكري. تساعد هذه المراقبة في التحكم بالمستويات اليومية للسكر، مما يقلل من مخاطر التعرض للمضاعفات الصحية المرتبطة بالسكري مثل أمراض القلب، الفشل الكلوي، ومشاكل العين. علاوة على ذلك، تُساعد مراقبة السكر في الدم في اتخاذ قرارات علاجية أكثر دقة، سواء بتعديل الجرعات الدوائية أو بتغيير نظام الغذاء.

6. المضاعفات المرتبطة بالسكري غير المنضبط

من المعروف أن السكري غير المنضبط يمكن أن يؤدي إلى العديد من المضاعفات الصحية التي تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. تشمل هذه المضاعفات:

• أمراض القلب والأوعية الدموية: يعتبر السكري أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في تطور أمراض القلب مثل الجلطات القلبية.

• مشاكل الكلى: السكري يمكن أن يؤدي إلى تدهور وظائف الكلى بشكل تدريجي حتى يصل إلى مرحلة الفشل الكلوي.

• مشاكل العيون: ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يؤثر على الأوعية الدموية في العين ويؤدي إلى مشكلات في الرؤية مثل اعتلال الشبكية.

• مشاكل الأعصاب: السكري يمكن أن يتسبب في تلف الأعصاب الطرفية، مما يسبب ألمًا وضعفًا في اليدين والقدمين.

7. التحكم في مستويات السكر في الدم

يعد التحكم في مستويات السكر في الدم جزءًا أساسيًا من علاج مرض السكري. يتطلب ذلك تغييرات في نمط الحياة تشمل النظام الغذائي، التمارين الرياضية، والأدوية المقررة من قبل الطبيب. يمكن للمريض تقليل مستويات السكر في الدم من خلال:

1. اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الكربوهيدرات المكررة، مثل الخبز الأبيض، والمشروبات السكرية.

2. ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد التمارين البدنية في تحسين حساسية الأنسولين وتقليل مستويات السكر في الدم.

3. الأدوية والعلاج: يمكن أن يتضمن العلاج استخدام الأدوية التي تساعد في التحكم في مستويات السكر، مثل الأنسولين أو الأدوية الفموية.

8. خلاصة

إن قياس السكر في الدم يعد عملية حيوية وأساسية في مراقبة حالات مرضى السكري وضمان سلامتهم. من خلال استخدام تقنيات وأجهزة قياس دقيقة، يمكن للأطباء والمرضى متابعة مستويات السكر واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على صحتهم.